أساطير لم تنل حقها في الرياضة العالمية
مقدمة
على مدار التاريخ، شهدت الرياضة العالمية بروز العديد من الأبطال والأساطير الذين صنعوا الإنجازات، لكن بعضهم لم يحظَ بالتقدير الكافي مقارنة بغيرهم. سواء بسبب قلة التغطية الإعلامية، التوقيت السيئ، أو وجود نجوم آخرين سرقوا الأضواء، بقيت أسماء هؤلاء الرياضيين في الظل رغم مساهماتهم العظيمة. في هذا المقال، نسلط الضوء على بعض الأساطير الذين لم ينالوا ما يستحقونه من التقدير في مختلف الرياضات.
1. روبيرتو باجيو (كرة القدم - إيطاليا)
يعد روبيرتو باجيو أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التسعينيات، حيث تميز بمهاراته الرائعة، تمريراته الذكية، وأهدافه الحاسمة. قاد منتخب إيطاليا إلى نهائي كأس العالم 1994 تقريبًا بمفرده، لكنه اشتهر بضياع ركلة الجزاء الحاسمة في النهائي أمام البرازيل، مما جعله يُذكر أكثر بسبب ذلك الخطأ بدلاً من عبقريته الكروية. رغم فوزه بالكرة الذهبية عام 1993 وتألقه مع أندية يوفنتوس، ميلان، وإنتر، إلا أنه لم يحصل على نفس التقدير الذي ناله نجوم جيله مثل رونالدو وزيدان.
2. ألان آيفرسون (كرة السلة - NBA)
يُعتبر ألان آيفرسون واحدًا من أكثر اللاعبين مهارة وشراسة في تاريخ دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA). رغم قصر قامته مقارنة بالنجوم الآخرين، إلا أنه استطاع التغلب على عمالقة اللعبة بفضل سرعته ومهاراته الفريدة في المراوغة والتسجيل. قاد فريق فيلادلفيا سفنتي سيكسرز إلى نهائي 2001 ضد ليكرز، لكنه لم يحصل على بطولة بسبب قوة منافسيه، مما جعله غير مُنصف في التقييم عند مقارنة إرثه بأساطير آخرين مثل مايكل جوردان وكوبي براينت.
3. مايكل شوماخر بعد حادثه (سباقات الفورمولا 1 - ألمانيا)
مايكل شوماخر هو أحد أعظم سائقي الفورمولا 1 على مر العصور، لكن بعد حادث التزلج المؤلم عام 2013، تراجع الحديث عن إرثه العظيم في عالم سباقات السيارات. رغم تحقيقه 7 بطولات عالمية وكونه حجر الأساس في هيمنة فريق فيراري في بداية الألفية، إلا أن قلة التحديثات حول حالته الصحية جعلت الجيل الجديد من عشاق الرياضة يغفل عن عظمته.
4. بافل نيدفيد (كرة القدم - التشيك)
يُعد بافل نيدفيد واحدًا من أكثر اللاعبين المجتهدين في تاريخ كرة القدم، حيث فاز بالكرة الذهبية عام 2003 وقدم أداءً استثنائيًا مع يوفنتوس ولاتسيو. لكنه لم يحظَ بالشهرة العالمية مثل زين الدين زيدان أو رونالدينيو، رغم كونه لاعبًا متكاملًا يمتلك قوة بدنية، تسديدات دقيقة، ورؤية رائعة في الملعب. ربما لو فاز بلقب دوري أبطال أوروبا، لكان أكثر شهرة مما هو عليه الآن.
5. مونيكا سيليش (التنس - يوغوسلافيا/الولايات المتحدة)
كانت مونيكا سيليش في طريقها لتكون واحدة من أعظم لاعبات التنس في التاريخ، حيث فازت بـ 9 بطولات كبرى (غراند سلام) قبل سن الـ 20، متفوقة على نجوم مثل شتيفي غراف ومارتينا نافراتيلوفا. لكن حادثة الطعن المأساوية التي تعرضت لها عام 1993، عندما هاجمها أحد مشجعي شتيفي غراف بسكين داخل الملعب، أثرت على مسيرتها بشكل كبير. ورغم عودتها للعب، إلا أنها لم تستعد مستواها السابق، وظل إرثها أقل مما كانت تستحقه.
6. رونالد كومان (كرة القدم - هولندا)
رغم كونه أحد أعظم المدافعين في تاريخ كرة القدم وصاحب هدف تتويج برشلونة بأول لقب دوري أبطال أوروبا عام 1992، إلا أن كومان لم يحصل على التقدير الذي ناله مدافعون آخرون مثل باولو مالديني أو فرانز بيكنباور. تميز بقدراته الدفاعية والهجومية المذهلة، لكن كونه لم يفز بكأس العالم مع هولندا أثر على صورته التاريخية.
7. فرانكو باريزي (كرة القدم - إيطاليا)
يعد فرانكو باريزي أحد أعظم المدافعين في تاريخ كرة القدم، لكنه لم يحصل على الشهرة الواسعة مثل زميله في المنتخب باولو مالديني. قاد دفاع ميلان لسنوات طويلة، وكان جزءًا من الجيل الذهبي الذي فاز بدوري الأبطال ثلاث مرات، لكنه لم يكن لاعبًا استعراضيًا، مما جعله غير معروف بنفس درجة المدافعين الهجوميين الآخرين.
8. جيم ثورب (الرياضات المتعددة - الولايات المتحدة)
يعد جيم ثورب واحدًا من أكثر الرياضيين تنوعًا في التاريخ، حيث برع في ألعاب القوى، البيسبول، وكرة القدم الأمريكية. فاز بميداليتين ذهبيتين في الألعاب الأولمبية 1912، لكنهما سُحبتا لاحقًا بقرار جائر بحجة أنه لعب كمحترف لفترة قصيرة قبل الأولمبياد. رغم استعادة ميدالياته بعد عقود، إلا أن إرثه ظل غير مقدر بشكل كافٍ.
9. جيرد مولر (كرة القدم - ألمانيا)
يعتبر جيرد مولر أحد أعظم الهدافين في تاريخ كرة القدم، حيث سجل أكثر من 700 هدف خلال مسيرته، لكنه لم ينل الشهرة التي يستحقها مقارنة ببيليه أو مارادونا. ربما لأن أسلوبه كان بسيطًا، يركز على إنهاء الهجمات بدلًا من الاستعراض، لكنه كان أحد أعظم المهاجمين على الإطلاق.
خاتمة
التاريخ الرياضي مليء بالأساطير الذين قدموا الكثير لكن لم يحصلوا على ما يستحقونه من التقدير. سواء بسبب التغطية الإعلامية، قلة الألقاب، أو سوء الحظ، فإن بعضهم لم يُنصف بالشكل الكافي. ومع ذلك، يظل تأثيرهم حاضرًا في رياضاتهم، حيث ألهموا أجيالًا من اللاعبين الذين جاؤوا بعدهم.